مقابلة

0 0
01.01.20

مقابلة مع فاطمة شرف الدين

قراءات صغيرة

تنشر فاطمة شرف الدين مصوّرات في لبنان وبلجيكا والإمارات العربية المتّحدة، وقد أصبحت تُعتبر من أكثر الكتّاب نشاطًا وشهرةً في الجيل الجديد من المؤلفين العرب لكتب الأطفال والناشئة. التقتها قراءات صغيرة لدى زيارتها الأخيرة لبيروت بمناسبة معرض الكتاب.

كان للكاتبة فاطمة شرف الدين حضور قويّ في معرض بيروت الدولي للكتاب الأخير، إذ صدر لها مؤخّرًا خمسة كتب لدى دار أصالة: أنا وكريم، ماذا لو، تنورتي، حلوم وريحان، وتامر وعلبة الشوكولاتة الحمراء الذي كان قد صدر لها باللغة الفرنسية لدى دار النشر البلجيكية ميجاد. وكانت قد بدأت علاقتها بهذه الدار بأن وافقت على أن يُترجم عدد من كتبها الصادرة لدى دار أصالة إلى اللغة الفرنسية. وسوف يصدر لها قريبًا كتابًا جديدًا مع ميجاد بعنوان الحمار الذي يغنّي. والجدير ذكره أنّ المؤلفة تكتب النصوص التي تقدّمها إلى ميجاد باللغة الإنكليزية، وتقوم الدار بترجمتها إلى الفرنسية بعد أخذ القرار بالنشر.

وتنشر فاطمة شرف الدين أيضًا لدى دار كلمات الإماراتية، وقد أصدرت لها هذه الدار في أوائل العام 2008 عدة كتب موجّهة للأطفال دون الثلاث سنوات، كما نشرت لها حديثًا الكتب التالية: كيف أشعر، كم تحبّينني، يداي، لم أعد صغيرة، وجدّتي والقمر، وتعالج القصّة الأخيرة موضوع الموت بطريقة لطيفة ومؤثّرة. وذلك إضافة إلى تجربة فريدة من نوعها قامت بها فاطمة مع دار كلمات، وهي مشاركتها كاتبتين في إصدار سلسلة "من وحي كليلة ودمنة" القصصية، وهي مؤلفة من 9 كتب. وقد وقّعت مع زميلتَيْها أول ثلاثة كتب لهنّ، وهي: ساعدني أساعدك (سناء شباني)، رحلة في منقاد كوكو (سمر محفوظ برّاج)، والمغفّل والخبيث (فاطمة شرف الدين)، وكانت الرسوم لمنال حدّادين.

وردًّا على تعليقنا على غزارة إنتاجها، تقول فاطمة شرف الدين إن ليس هناك مانعًا في ذلك طالما أنّ نوعيّة النصوص لا تتأثّر بالكمّيّة. فهي حريصة على الحفاظ على مستوى كتاباتها، وتشعر أنّها تتطوّر مع كلّ كتاب تنشره. وهي حتمًا لا تسعى بذلك لمنافسة أحد، بل بالعكس، فهمّها هو أن يتطوّر أدب الأطفال في العالم العربي، بكتاباتها وكتابات زملائها.
تقول فاطمة شرف الدين إنّها ابتدأت بالكتابة للأطفال عام 2004، بهدف ممارسة هواية تحبّها لا أكثر. ولكنّها سرعان ما أحسّت أنّها وجدت نفسها في هذه المهنة الجديدة، بعد أن كانت قد عمِلت لسنين طويلة كمربّية في مدارس مختلفة في أميركا وكمعلمة للغة والحضارة العربية للأجانب في جامعة رايس في هيوستن. وهي تقول إنّها وجدت طريقتها المثلى للتعبير عن أفكارها وأحلامها في الكتابة للأطفال، تمامًا كما الرسام أو النحات اللذان يجسّدان مشاعرهما وأفكارهما في أعمالهما.

أكثر ما يحمّس فاطمة شرف الدين على كتابة المزيد، هو حين تلتقي بأطفال يعرفون اسمها ويحفظون عناوين كتبها في المكتبات العامّة في المناطق اللبنانية المختلفة (كحلبا والهرمل وبعقلين وبكفيا وحاصبيا). فهي قد شاركت في المهرجان المتجوّل الثاني لكتاب للأطفال والناشئة في حزيران وتموز 2008، وتلك المشاركة أتاحت لها فرصة اللقاء بقرّائها ومعرفة تأثير كتبها عليهم. وتلك هي أكبر هدية بالنسبة لها، كما تقول. فهي التي تعيش في بلجيكا بعيدة عن مجتمعها اللبناني وعن الأطفال الذين تكتب لهم، تحتاج إلى الدليل على أنّ كتبها تصل إلى الطفل اللبناني وتحاكيه بطريقة ما. وبالفعل، تبقى مهرجانات الكتاب ومعارض الكتب السبل الوحيدة للقاء القرّاء من عمر 3 إلى 7 سنوات.

أمّا لماذا لا تكتب لفئة المراهقين، تقول المؤلفة إنّ الكتابة لهذه الفئة العمرية تصعب عليها دون التطرّق إلى موضوع الحرب، إذ أنّ ذكرياتها في هذه المرحلة مليئة بصور الحرب الأهلية اللبنانية. ولكي تتخطى هذا العائق، قرّرت مؤخرًا الأخذ بنصيحة بعض الأصدقاء والبدء بكتابة قصّة تدور أحداثها خلال سنين الحرب، وذلك لتتمكن من وضع هذا الموضوع جانبًا بعد نشره، والإنتقال إلى مواضيع تهمّ المراهق اللبناني والعربي في مجتمعاتنا اليوم.

وعن رأيها في قراءات صغيرة تقول فاطمة شرف الدين إنّها تجربة فريدة من نوعها في لبنان وفي العالم العربي. فهذه المجلة تقوم بدور الرقيب على نوعية كتب الأطفال، وقد أصبحت دور النشر تفكر بما قد تقوله قراءات صغيرة عن الكتاب قبل إصداره. وتقترح الكاتبة تشكيل حلقة نقاش تضمّ عددًا من الكتّاب لمناقشة نصوصهم فيما بينهم، قبل تقديمها إلى الناشر. فبهذا التعاون يساعد الكتّاب بعضهم البعض، وذلك يؤدّي دون شك إلى تحسين نوعية الكتب التي نضعها بين أيدي الصغار. هذا التعاون بين الكتّاب تطبّقه فاطمة في بلجيكا مع زميلات لها هناك، تحت سقف العضوية في "جمعية كتّاب ورسّامي كتب الأطفال" الأميركية.

أجري المقابلة اسماعيل شاهين و نديم طرزي، لقراءات صغيرة، ٢٠٠٨