مقابلة

0 0
01.01.20

مقابلة مع الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل :الكتابة خارج حدود الشعر السياسي

مارشا لينكس كوايلي

دنيا ميخائيل مؤلفة "يوميات موجة خارج البحر"، التي نالت الجائزة العربية-الأميركانية للكتاب. لميخائيل ستة مجموعات شعرية باللغة العربية، و آخرها "ليالي العراق" ( 2013 ) ، التي ستصدر مترجمة بالإنجليزية عن دار "نيو ديراكسيونز" العام المقبل.

كيف ترين موضع عملك في تاريخ الشعر العراقي ؟ ما آثار الشعراء العرب و العراقيون على لغتك أو علاقتك باللغة؟ هل تعتبرين أنك تنتمين إلى "مدرسة" معينة أو جيل معين من الشعراء ؟


ميخائيل : نشرت شعري في وسائل الإعلام العراقية في جوار ال١٩٨٠ للمرة الأولى. لهذا السبب ، أشار لي النقاد كواحدة من جيل شعراء ال١٩٨٠ . كان للحرب العراقية الايرانية (١٩٨٠-١٩٨٨) تأثير كبير على عملنا الشعري، بحيث كنا نسمى أيضا "جيل الحرب". وعندما انتهت تلك الحرب، بدأ النقاد إعداد نظرية لجيل "ما بعد الحرب". لكن كانت الإستراحة قصيرة من السلام حتى بدء حروب أخرى : غزو الكويت و "عاصفة الصحراء" .

لست مقتنعة بصحة تقسيم الشعراء إلى أجيال، وأعتقد أن الشعر هو تجربة فردية و التجمع إلى فئات يمكن أن يأتي في وقت لاحق، ولكنني سوف أستخدم هذا المصطلح لأنه تقليد في العراق . أثناء الدراسة الجامعية، كنت أبادل شعري مع شعراء آخرين من جيلي، مثل عدنان الصائغ ، عبد الرزاق الربيعي ، و ريم قياس كبا. لم يكن لدينا برامج دروس أدبية عليا في العراق ، ولكن اجتماعاتنا، وتبادلنا الشعر، و تعليقاتنا حلت محل ذلك الدروس.

حضرنا القراءات الأسبوعية في مقر اتحاد الكتاب العراقيين يوم الأربعاء وشاهدنا أفلام السينما في النادي يوم الخميس. لقد كتب معظم الشعر العراقي من قبل رجال، و كان معظم الرجال العراقيين ، بما في ذلك الشعراء، جنود في ساحة المعركة . لم يكن ذلك عن طريق الاختيار : خلال الحرب ، كان الرجال مطلوبين للخدمة في الجيش و يقتلون في حال رفضوا .

كجنود، الشعراء الذكور يستخدمون مفردات ذات الصلة إلى معارك وجها لوجه، و لا أتحدث هنا عن الإستعارة من " البطولة "، و التي كانت مستخدمة من قبل بعض الشعراء القريبين من النظام. كشاعرة، كان لي نمط مختلف في الكتابة، و كان شعري عن الحرب يعالج أثر الحرب على المنزل، و على الشارع، و الروح.

كانت مشكلتي الأخرى مع الشعر العربي هي الشعر العامودي المنهجي الذي يتطلب بعض القوافي والإيقاعات التي أنشأها الفراهيدي في القرن الثالث.

استمتع بالشعر العامودي فقط عندما تغنيه أم كلثوم. عدا عن ذلك، كنت مبهورة من الشعر المترجم من لغات أخرى لأنه لم يكن لديه مثل هذا النظام المقيد. دعوا ما كنا نكتبه "قصيدة النثر"، و أنا لا أتفق مع هذا المصطلح. بالنسبة لي، الكتابة هي إما نثر أو شعر. عدم وجود إيقاعات و قوافي جامدة لا يعني أن القصيدة "نثرية".



هل تتذكرين متى بدأت أن تعتبرين نفسك شاعرة ؟

رأيت نفسي كشاعرة في المدرسة الثانوية للمرة الأولى، عندما أعطيت قصائد لزملائي كهدايا لاعياد يلادهم. ولكن أول تجربة لي مع الأدب كانت على سطح منزل طفولتي في بغداد ، حيث كنا ننام في ليالي الصيف. كانت جدتي تقص لي حكايات خرافية عن الحيوانات. سألتها عن الكتاب الذي يقص تلك الخرافات ، لأنني أردت قراءتها بنفسي، لكنها قالت لي أن لم يكن لديها كتاب.

في الصباح ، عندما أيقظتني الشمس و بعض الذباب ، نزلت و بدأت بكتابة تلك الخرافات في دفتري بطريقتي الخاصة. ثم ، عندما كان عمري حوالي اثني عشر سنة ، كتبت ما فكرت بأنها قصيدة لأول مرة. وكان ذلك على متن سفينة على نهر دجلة، حيث كنا مع العائلة و الأقارب. ابن عمي ، الذي كان واقفا هناك معي ، صانع قارب ورقي من تلك القصيدة و رمى بها في النهر. شاهدنا إنجراف القارب بعيدا بمتعة .



.جرت هذه المقابلة المدونة مارشا لينكس كوايلي بالإنكليزية.
. ترجمنا لكم قسم منها