بشجاعةِ روحٍ عقدت الصلحَ مع نفسها ومع محيطِها، تواجهُ الكاتبة والسياسيّة ترايسي شمعون، في «ثمَن السِّلم»، أوجاعَ الماضي واستحقاقاتِ الحاضر.
هنا لبنانيّة لا تتبرّأ من الماضي الدامي للوطن، ولا من مأساتِها الشخصيّة، بل تعود وتحفر فيهما. تقول ما لها وما عليها، لتجدَ في النهاية كنزَ التخفّفِ من عبءِ الإرثِ الموجِع.
يشكّل نصّ شمعون، الأدبي-السياسي، رسالةَ تسامحٍ ودعوةً إلى الانفتاح والسلام والمغفرة، رغم ما يتخلّله من آلام الخيانة والفَقد والاغتراب. بهذا المعنى، تصبحُ الكتابة وسيلةً للتطهّر والخلاص، وتتحوّلُ الأحداثُ من حقائقَ تحكُم سلوكَنا وطبيعتَنا إلى عناوين، تنسحب إلى الخلفيّة، فتخلقُ مساحةً للتأمّل.
بعد تلك الرحلة التنقيبيّة، داخل النفس وفي أزقّة الواقع السياسي المحلّي والعالمي، تؤكّد الكاتبة أنّ الحرب التي ذاق لبنان لوعتَها بسبب هشاشته الطائفيّة، ليست هي الحلّ، وتدعو اللبنانيّين إلى عدم الانجرار في دوّامة التطرّف الديني والأيديولوجي التي تهدّد المنطقة.
تعليق