إن مؤلفة هذا الكتاب تنظر إلى ابن خلدون من زاوية عصرية دون أن يعني هذا تشويه فكر ابن خلدون و انتزاعه من سياقه التاريخي, ذلك لأنها ترى في طريقة النظر هذه الوسيلة الوحيدة للكشف عن ثرائه الحقيقي.
وترى المؤلفة أن ابن خلدون قد أعطانا بعض المفاهيم العبقرية التي سبق بها عصره, بحيث جعلته مبشرا لكثير من مفكري العصر الحديث, فقد طبق مبدأ العلية على الدراسات الاجتماعية قبل مونيسكيو بأربعة قرون, و أبرز _قبل بودان_ تأثير البيئة الطبيعية و المناخ على عادات وتقاليد الشعوب وعلى تقدمها الاقتصادي و الفكري, وتوصل قبل تارد الفرنسي إلى القول بقانون التقليد, كما أنه قارب نظرية القيمة قبل ماركس بخمسة قرون.
تعليق