خريف المثقف في العراق

محمد غازي الأخرس

خريف المثقف في العراق

الكاتب: محمد غازي الأخرس

0

دار النشر: دار التنوير

مدينة النشر: بيروت

بلد النشر: لبنان

تاريخ الإصدار: 2011

رقم الكتاب: 9786589098652

عدد الصفحات: 240 ص.

لغة النص: العربية

فئة الكتاب:

المجتمع والعلوم الاجتماعية

نبذة

موقع أبجد:
يقول محمد غازي الأخرس إنه يكاد يشم رائحة البارود تندلع من السطور، وهو يصف مناخ كتابة المخطوطة وقتها، حين تتراكض العبارات والسطور على وقع خطى القتلة ولعلعة الرصاص وصراخ قتلى مجهولين، وأنا أعرف هذا المناخ الدموي، وكيف يتسلل نزيف الضحية الى الورق الأبيض، الذي يحمرّ خجلا من صمت وسكوت معظم المثقفين عن فضح القتلة وكشف دموية العقائد الملثمة. هل نترك الكتابة لوجود مناخ كهذا عندنا، ونحن قد تعلمنا كيفية التحايل على ظلام انقطاع الكهرباء، وعلى ظلمة وجوه المتطرفين باستخدام الفانوس و«اللاله» واستخدام تقنية الوجود الافتراضي في مراوغة رصاص القتلة، حيث يتجمع ويتكوم على وجه الكاتب كل ما في العراق من حشرات؛ الزاحفة والطائرة والمتطفلة؛ من بعوض وبرغش وحرمس والبقية لا أعرف أسماءها، إذ تمتص هذه الحشرات من دم الكاتب ما يعادل حبر المخطوطة التي يدونها. كما يسمع الكاتب العراقي في كل ليلة صوت رصاصتين أو ثلاث، قريبة جدا فيعرف، من فوره: أنهم قتلوا ضحية جديدة سوف يراها صباحًا مرمية وسط بركة دم خلف المدرسة أو في ساحة كرة القدم، يرى ثقوب الرصاص في الرأس والصدر فيركض راجعًا إلى البيت لإكمال مخطوطته قبل أن يحين دوره برصاصتين أو أكثر. يدرك المثقف هنا أنه شاهدٌ على عصر دموي؛ فإمّا أن يكون شاهد زور، أو يسكت على الجريمة أو يحمل دمه على كفه ويزيح اللثام عن وجه القتل.

لقطات

جوائز

بصر و سمع