المرأة السودانية: ظلمات الماضى وإشراقاته

قضايا المرأة في السودان سواء من الناحية التاريخية أو في عالمنا المعاصر، لا يمكن علاجها بمعزل عن المجتمع بصورة عامة، ومن ثم يصبح إفراد بحوث خاصة بالمرأة ما هو إلا فصل إجرائي إن لم يكن تعسفيًا، خاصة وأن المؤرخين لم يفردوا مباحث خاصة بالمرأة لو استثنينا بعض قلة من الإسهامات أو ما ورد في ثنايا بعض ما كتب عن تاريخ السودان، والذين كتبوا عن تاريخ السودان (قبل الاستقلال) سواء كانوا أجانب أو سودانيين، وهنا أقصد الرواد منهم، كانوا يمثلون مدرسة محافظة، ومن ثم انعكس هذا على اهتماماتهم، ولم تكن المرأة على وجه العموم من ضمن هذه الاهتمامات.
وفي مبحثنا هذا أولينا اهتمامًا لما ورد فيما كتب عن السودان قبل الاستقلال، ومن ثم فإننا لن نتعرض إلى إسهام المرأة في الحركة الوطنية أو إلى ما بعد الاستقلال، كما أننا سنولي اهتمامًا لما ورد في ثنايا كتب أهملها على وجه العموم المؤرخون السودانيون، والتي ربما اعتبروها قدحًا فيهم وفي أوطانهم، وذلك مثل الكتب التي كتبها بعض المؤرخين المصريين عن الثورة المهدية أو قبلها أو بعدها بقليل.