إن نشر هذه المجموعة من المقالات المختارة في الشأنين السوري والسوري-اللبناني يرمي في الآن نفسه إيفاء سوريا حقها، فلا تختزل بالسياسة المتحكمة بها، وإلى تظهير هذا الرابط القوي بين مستقبل البلدين. بتعبير آخر، إن التأريخ لهذه الحقبة من التاريخ السوري واللبناني تهدف إلى الشهادة لسوريا وللبنان، كل على حدة والاثنان مجتمعان متلازمان. فسوريا تستحق التغيير لذاتها ولبنان يستحقه لذاته، لكن مآل التاريخ جعل التغيير في كليهما مترابطاً. فلا عودة إلى عهد كان كل من البلدين يسير في اتجاه معاكس.
غير أن نشر هذه المجموعة يهدف أيضاً إلى استرجاع أجواء "المعركة" وإلى تبيان كيف استعدنا، نحن اللبنانيين والسوريين، حرية الكلام.
تعود هذه المقالات في معظمها إلى مرحلة 2000-2004. إلا أني ضمنتها مقالات أقدم، لا سيما في ما يتصل بالعلاقات اللبنانية-السورية، من باب التذكير بأن ارتفاع حدة الكلام اللبناني لم يكن مربوطاً بضعف مستجد في سوريا إثر وفاة حافظ الأسد. وهي منشورة هنا بكاملها باستثناء واحدة حذفت منها مقطعاً مفرطاً في الحدثية الانتخابية اللبنانية. كما إنها منشورة بالشكل الذي ظهرت فيه، ومن دون تصحيح لا حق، ما عدا الأخطاء المطبعية.
تعليق