أكابيلللا

جلست أنا على الطرف الأقصى من كريم، وجلست بيننا عايدة، رأسها على كتف أسامة وساقاها ملتصقتان بساقي حسام كأنها همزة وصل بينهما، الهواء رطب والريح يطير الموج صانعًا ما يشبه رغوة الصابون بعرض الشاطئ وضوء الصبح ينعكس على الرمال الممتدة بين الشاليه وبين البحر يلونها بالبني والأحمر والرمادي وصوتي يعلو فجأة بالغناء، أكابيللا، صوت منفرد بلا موسيقى تصاحبه وحيد ومنفلت ورائق، عندما أكف عن الغناء، يرفع كريم كأسه في صحتي، أنحني للأمام قليلًا لأراه وألمح في ابتسامته شيئًا صافيًا لم ألمحه من قبل، شيئًا يقربني منه، هل تقودني ابتسامته إلى حافة أسقط منها أم تقودني إلى شاطئ أرسو عليه؟ لا أغرف بعد، الموج يعرف، وخطوط الصبح التي تصل الأرض بالسماء ترسم في الأفق البعيد صورة غائمة لحورية بحر تنتظر على صخرة تخيلت أني تلك الحورية وأني تنازلت عن صوتي العذب لجنية البحر في مقابل ساقين بشريتين أطلقهما قريبًا للريح.